هل حسم ديوكوفيتش لقب الأفضل في التاريخ؟
- الرئيسية
- أخبار دولية
- الأخبار
تفاصيل
هل حسم ديوكوفيتش لقب الأفضل في التاريخ؟
- 2023-06-12
- 13:04:00
- طباعة
- رابط مختصر
يواصل النجم الصربي، نوفاك ديوكوفيتش، هيمنته على ملاعب الكرة الصفراء، كما لم يهيمن أحد من قبل، ففي كل بطولة يشارك بها يحطم رقما قياسيا جديدا، وكان آخرها أمس بالتتويج بلقب رولان جاروس.
وبفضل ذلك اللقب رفع ديوكوفيتش رصيده إلى 23 لقبًا في البطولات الكبرى، وهو رقم قياسي، بعدما فض الشراكة مع النجم الإسباني رافائيل نادال الذي يملك في رصيده 22 لقبًا.
وعلى مدار سنوات طويلة كان التساؤل الأبرز لدى كل عشاق التنس، من هو اللاعب الأفضل في التاريخ بين الثلاثي ديوكوفيتش ونادال وروجر فيدرر؟
ولم تكن هناك إجابة حاسمة لذلك السؤال، لعدم وجود قاعدة محددة للاستناد إليها لحسم ذلك الجدل، ولكن هناك العديد من العناصر التي يمكن النظر إليها للخروج بإجابة.
ويبقى العنصر الأبرز بالطبع هو عدد بطولات الجراند سلام، والذي كان بفضله يعتبر الأسطورة بيت سامبراس الأفضل في التاريخ برصيد 14 لقبًا، حتى أتى فيدرر ووصل إلى 20 لقبًا ليجرده من ذلك اللقب في أعين الكثيرين.
الآن يملك ديوكوفيتش ذلك الرقم القياسي منفرًدا، بل وهو الوحيد الذي توج بكل لقب من الألقاب الأربع الكبرى 3 مرات على الأقل.
كما يحمل ديوكوفيتش الرقم القياسي في بطولات الأساتذة برصيد 38 لقبًا، ويحمل الرقم القياسي في البطولة الختامية برصيد 6 ألقاب مناصفة مع فيدرر، وبالتالي يملك الصربي الرقم القياسي في كل الألقاب الكبرى، وهو ما يكفي لاعتباره الأفضل في التاريخ خاصة أن تلك الألقاب أتت في نفس حقبة فيدرر أو نادال.
كما يملك ديوكوفيتش الرقم القياسي كأكثر من تصدر التصنيف العالمي، حيث يستعد اليوم لبدء الأسبوع رقم 388 في الصدارة.
نجاحات هائلة يواصل الصربي تحقيقها، وعلى الرغم من بلوغه عامه الـ36، لا توجد أي إشارة للتراجع أو التأثر بدنيًا، وهو جانب آخر يتفوق فيه على فيدرر ونادال، فالإسباني يعاني دائمًا من الإصابات، أما فيدرر فلم يكن بنفس ذلك التوهج الشديد في ذلك العمر.
وهناك العديد من الأرقام القياسية الأخرى لديوكوفيتش مثل كونه اللاعب الوحيد في التاريخ الذي فاز بكل بطولات الأساتذة التسع، ولا ينقص خزائن الصربي سوى الذهب الأولمبي، والذي قد يحصده العام المقبل في باريس.
كما يتفوق ديوكوفيتش في المواجهات المباشرة أمام فيدرر (27- 23)، وأمام نادال (30- 29)، فلماذا لا يجد الصربي الاعتراف الصريح بكونه الأفضل في التاريخ؟
السبب الأول هو الجدل المصاحب للصربي منذ بداية مسيرته، من احتكاك أسرته بفيدرر في بعض المباريات كما حدث في مونتي كارلو 2008، وتصريحاته الاستفزازية تجاه نادال في رولان جاروس 2006 بأنه ليس باللاعب الذي لا يقهر على التراب.
وهذه أمور لم يتقبلها الكثير من محبي الثنائي لرغبتهم في إظهار المزيد من الاحترام لهما، وبالتالي خسر ديوكوفيتش شعبية كبيرة، خاصة أيضًا أنه نجح في إنهاء هيمنة الثنائي على البطولات، وهو أمر لم يتقبله البعض بسهولة.
نادال وفيدرر وديوكوفيتش
وهناك مواقف سياسية كما أظهر في رولان جاروس هذا العام تجاه كوسوفو، وتحديات أخرى مثل رفض تلقي لقاح كورونا، وبالتالي ظهور أزمة عدم مشاركته في أستراليا المفتوحة وأمريكا المفتوحة.
والقيام بلقطات غير معتادة من نجوم اللعبة، مثل استبعاده من بطولة أمريكا المفتوحة 2020 لرمي كرة دون عمد تجاه حكم الخط، وتنظيم بطولة أثناء جائحة كورونا، وأصبحت تلك البطولة مركزا للوباء.
تسبب كل ذلك وغيره في مصاحبة صافرات الاستهجان له في معظم البطولات، ولكن أكسبته تلك الصافرات قوة ذهنية لم يتمتع بها أي لاعب آخر في التاريخ، وربما هي صفة إضافية يمكن وضعها في الاعتبار عند تحديد الأفضل في التاريخ، فديوكوفيتش قادر على التغلب على أي ضغوطات مهما كانت صعوبتها، وفي نهائي ويمبلدون 2019 التاريخي أمام فيدرر خير دليل.
ويبقى عنصر العاطفة من الأمور الحاسمة عند اختيار الأفضل في التاريخ، فذكريات كل مشجع المتعلقة بلاعب يصعب تخطيها، كما أن تذوق موهبة ومهارة كل لاعب تختلف من مشجع لآخر.
وهناك عوامل أخرى مثل الإصابات التي حرمت رافائيل نادال على سبيل المثال من المشاركة في الكثير من البطولات، والتي ربما غيرت من مسيرته.
من الصعب تحديد الأفضل بالاكتفاء بالأرقام المجردة والتي وإن نظر إليها وحدها لحسم الأمر لصالح ديوكوفيتش، ولكن يبقى المؤكد أن فيدرر ونادال وديوكوفيتش شكلوا الحقبة الأفضل في تاريخ التنس.