عندما يعاني المدربون من اليأس فإنهم يلتفتون نحو الأشخاص الذين يثقون في قدرتهم على تقديم المطلوب، وكان ظهور التونسي حنبعل المجبري في وقت مناسب للغاية لمانشستر يونايتد، فإذا اتبع لاعبو الفريق نفس نهجه، فسيكون هناك طريق للمدرب إريك تين هاج للخروج من تلك الفترة الصعبة.

ونجح المجبري البالغ من العمر 20 عامًا، في تسجيل هدف رائع أمام برايتون، وتبعه بعرض جيد في الفوز على بيرنلي (1-0) يوم السبت الماضي، قبل أن يقدم عرضا جيدا آخر أمام كريستال بالاس في كأس الرابطة، ليظهر الالتزام والجودة المدعومة بالأرقام المميزة.

وأمام بيرنلي كان المجبري أكثر اللاعبين ركضًا في أرض الملعب بتغطية مسافة 12,9 كم، والأكثر من ذلك أن التونسي ركض أكثر من أي لاعب آخر لليونايتد هذا الموسم في مباراة واحدة، وأكثر من أي لاعب بالفريق منذ وصول تين هاج، بل وأكثر من أي لاعب بالشياطين الحمر منذ بدء "سكاي سبورتس" في تجميع تلك الأرقام عام 2019.

والأمر لا يتعلق بالركض فقط، فأمام بيرنلي أيضًا وفي الدقائق الأخيرة من اللقاء أرسل كرة بينية بخارج القدم لماركوس راشفورد كادت تمنحه صناعة هدف لولا إهدار الدولي الإنجليزي للفرصة، وساعد أيضًا في استحواذ فريقه على الكرة، بتمرير كل الكرات بنجاح عدا كرتين فقط.

ويبقى أبرز ما يميز المجبري هو عمله بدون كرة، فهو يجسد النهج الذي يريد تين هاج من لاعبيه تنفيذه، فهو يقدم الضغط الذي يريده الهولندي، والأكثر من ذلك أنه قام بعملية الضغط 4 مرات في أول دقيقتين فقط أمام بيرنلي، وأنهى المباراة بـ104 عمليات ضغط، وهو الرقم الأعلى لأي لاعب في مباراة بالبريميرليج هذا الموسم.

ويتصدر التونسي قائمة أعلى معدل للضغط بين جميع لاعبي البريميرليج بمعدل 100 عملية ضغط في المباراة الواحدة، واللاعب الذي يأتي بعده في القائمة هو زميله راسموس هويلوند بـ78,7 عملية في المباراة الواحدة.

كما أن المجبري لا يكتفي بالمشي للضغط على الخصم، فهو يتصدر قائمة أكثر اللاعبين إتمامًا للركض السريع (سرعة 25 كم على أقل تقدير) للضغط على الخصم في البريميرليج هذا الموسم، بمعدل 14,4 مرة في المباراة الواحدة، بينما يحتل ماركوس تافيرنير المركز الثاني بـ13,5 مرة.

وإذا واصل المجبري تلك الأرقام، فأنه سيشعل شرارة الانطلاق لدى لاعبي الفريق والجماهير، وربما يتحول مستواه لنقطة تحول في موسم مانشستر يونايتد.